توطئة المترجم
كُتبت أول مسودة لنص "حول الذات الثورية" منذ حوالي سنة من الآن. كمساهمة لفهم انهزام الثورة وتلافيه عبر توضيح طبيعة الصراع الطبقي القائم في البلاد وأطرافه. على مستوى نظري، نقد النص هيمنة مفهوم مغلوط، أو منقوص على الأقل، للطبقة. في خضم النقاشات والبحث اللذين أثارهما النص داخل المجموعة الماركسية الثورية، اكتشفنا أن الحركة الماركسية شهدت سابقا جدالات مشابهة حول مفهوم الطبقة. دافع المؤرخ الماركسي الإنڤليزي إدوارد بالمر ثومسون عن نفس المفهوم الذي استعمالناه. إن لم يكن الوحيد، فقد كان من قام بتفصيله وتوضيحه بلغة سلسة وفصاحة كبيرة – حتما أكبر مما فعلنا في نصنا حول الذات الثورية. فضّلنا رغم ذلك عدم تعديل النص على ضوئه لعدة أسباب أهمها: من ناحية، تجنب إطالة نصنا وهيمنة النقاش النظري المجرد على بقية التحليل السياسي الملموس لسيرورة الصراع الطبقي في تونس والبلدان التابعة؛ من ناحية أخرى تقديرنا ضرورة ترجمة ونشر نص ثومسون كاملا حتى لا يفقد من وضوحه ودقته.
تعود هيمنة المفهوم المتوقف (أو الإستاتي أي غير الديناميكي، الذي لا يأخذ بعين الاعتبار التطور الزمني) للطبقة إلى هيمنة التيار البنيوي في الجامعة إلى حدود سبعينات القرن الفارط ومنها إلى داخل الحركة الماركسية خصوصا في فرنسا. بالنظر للارتباط الثقافي واللغوي يسهل فهم الانعكاسات في تونس. ورغم ذلك فإن أحد أكبر أعلام الماركسية البنيوية الفرنسية نيكوس بولونتزاس يكتب : "تعني الطبقات الاجتماعية بالنسبة للماركسية في نفس الحركة الواحدة تناقضات وصراعا طبقيا: لا توجد الطبقات الاجتماعية أولا، في حد ذاتها، لتدخل بعد ذلك في الصراع الطبقي، ما يتيح فرضية وجود طبقات دون صراع طبقي. تنطوي الطبقات على ممارسات طبقية، أي على الصراع الطبقي، ولا تُطرح إلا في تعارضها"[1].
لا نطن أن هناك ماركسيين جديين، يهتمون بالحد الأدنى بكتابات ماركس ويتبنون المادية التاريخية كمنهجية نظرية، يريدون إنكار هذا المفهوم. لكن الرهان ليس إقرار المفاهيم في تجريدها كإيديولوجيا بل استعمالها للوصول لنتائج جديدة محايثة لواقعنا.
النص أسفله ترجمة لمقتطف (الجزء IV) من نص أطول بعنوان "المجتمع الإنڤليزي في القرن الثامن عشر: صراع دون طبقة؟" كتبه ثومسون وصدر سنة 1978[2].
يبدو أنه من الضروري مرة أخرى، تفسير كيف يفهم مؤرخ – أو هذا المؤرخ – مصطلح 'طبقة'. منذ بعض خمس عشر سنة خَتَمْتُ عمل تحليل مطول تقريبا للحظة تَشكُّلٍ طبقي خصوصية. أعطيت في التوطئة بعض التعليقات حول الطبقة، استخلصتْ: 'تُعَرَّفُ الطبقة من الناس من خلال عيشهم لتاريخهم وفي النهاية هذا تعريفها الوحيد'.[3]
من المفترض اليوم عند جيل جديد من المنظرين الماركسيين أن مثل هذا القول يجب أن يكون 'بريئا' أو (أسوأ بكثير) 'ليس بريئا': أي دليلا على استسلام لاحق للتجريبية والتاريخوية وإلخ. لهؤلاء الناس طرق أفضل بكثير لتعريف الطبقة: تعريفات، زيادة على ذلك، يمكن الوصول إليها في نطاق الممارسة النظرية ودون تعب البحث التاريخي.
كانت على كل حال تلك التوطئة مدروسة، منبثقة على كلا الممارستين التاريخية والنظرية. (لم أنطلق من الخلاصات الموجودة في التوطئة: عبرت التوطئة عن خلاصاتي.) عموما وبعد خمسة عشر سنة إضافية من الممارسة سأقرّ نفس الخلاصات. لكن يجب ربما إعادة صياغتها وتعديلها.
(1) الطبقة، في استعمالي، صِنْفٌ تاريخي: أي أنها مستخلصة من معاينة السيرورة الاجتماعية عبر الزمن. نعرف عن وجود الطبقة لأن الناس تصرفوا تكرار بطرق طبقية؛ هذه الأحداث التاريخية تكشف انتظامات رد فعل على وضعيات متماثلة، وفي مرحلة معينة (التشكّلات الناضجة للطبقة) نشاهد تشكّل مؤسسات، وثقافة بترميز طبقي، قابلة للمقارنات عبر-الوطنية. نُنَظِّرُ هذه المعطيات كنظرية عامة للطبقة ولتشكّل الطبقة: نتوقع إيجاد انتظامات معينة، 'مراحل' تطور، إلخ.
(2) لكن في هذه المرحلة إنه حقيقةً من الغالب جدا أن تأخذ النظرية الأولوية على المعطيات التاريخية المعتزم تنظيرها. من السهل افتراض أن الطبقة تتواجد، لا كسيرورة تاريخية، بل داخل رؤوسنا. طبعا لا نعترف أنها تدور فقط في رؤوسنا، رغم أن شيئا كبيرا من الحجاج حول الطبقة هو في الوقاع فقط حجاج في الرأس. بدل ذلك، تُنَظَّرُ نماذج وبنى يُفترَض أنها تعطينا محدِّدات موضوعية للطبقة: مثلا، كتعبير عن علاقات إنتاج متغايرة.[4]
(3) من هذا التفكير (الخاطئ) ينبثق المفهوم البديل للطبقة كصنف، استكشافي أو سوسيولوجي، متوقف. هذان الاثنان مختلفان لكن كلاهما يستعمل أصناف التوقف. في تقليد سوسيولوجي (وضعي في العادة) شعبي جدا، يمكن بذلك اختزال الطبقة في قياسات كمية حَرْفية: ذلك الكم من الناس في هذه أو تلك العلاقة مع وسائل الإنتاج، أو، في اصطلاح أكثر بذاءة، ذلك العدد من الأجراء أو من الياقات البيضاء إلخ. أو الطبقة هي ما يظن الناس في الطبقة أنهم ينتمون إليه إجابة على استجوابات؛ مرة أخرى، أُقصيت الطبقة كصنف تاريخي – مشاهدة السلوك عبر الزمن.
(4) أود أن أقول أن الطبقة كصنف تاريخي هو الاستعمال الماركسي الملائم والسائد. أظن أنه يمكنني أن أبيِّن أن هذا هو استعمال ماركس نفسه، في كتاباته الأكثر تاريخية، لكن هذا ليس المكان للمحاججة بمشروعية الكتب المقدسة. إنه حتما استعمال العديد (لكن ليس الكل) في التقليد البريطاني للتأريخ الماركسي، خصوصا من الجيل الأقدم.[5] لكنه صار من الواضح جدا على كل حال في السنوات الأخيرة أن الطبقة كصنف متوقف أخذت شغلا داخل قطاعات مؤثرة جدا من الفكر الماركسي أيضا. في الاصطلاح الاقتصادوي البذيء هي ببساطة توأم النظرية السوسيولوجية الوضعية. تُستخلص من النموذج المتوقف لعلاقات الإنتاج الرأسمالية الطبقات التي يجب أن تتماشى معه والوعي الذي يجب أن يتماشى مع الطبقات ومواقعها النسبية. يوفر ذلك في شكل معتاد (عادة لينيني) تعليلا جاهزا لسياسة 'الإبدال': أي 'الطليعة' التي تعرف أفضل من الطبقة نفسها ما يجب أن تكون مصالحها (ووعيها) الحقيقي. إن لم يكن لها ذلك الوعي فإنه، مهما كان، 'وعي زائف'. في شكل (معقد أكثر بكثير) بديل – مثلا مع ألتوسار – لا يزال لدينا صنف متوقف بعمق؛ صنف يجد تعريفه فقط داخل كلية بنيوية متوقفة عالية التنظير، تنفي السيرورة المعاشية الحقيقية للتشكّل الطبقي. رغم تعقيد هذه النظرية، النتائج مماثلة جدا للصيغة الاقتصادوية البذيئة. للإثنين مفهوم متماثل لـ 'الوعي الزائف' أو 'الإيديولوجيا' رغم أن النظرية الألتوسارية تنزع لامتلاك عتاد نظري أكبر لتفسير الهيمنة الإيديولوجية ومغالطة الوعي.
(5) إذا عدنا إلى الطبقة كصنف تاريخي، يمكن أن نرى أن المؤرخين يمكن أن يستعملوا المفهوم بمعنيين مختلفين: (أ) بالعودة على محتوى تاريخي حقيقي مطابق يمكن مشاهدته تجريبيا؛ (ب) كصنف استكشافي أو تحليلي لتنظيم المعطيات التاريخية، له علاقة تطابق أقل مباشرة بكثير.[6] يمكن في نظري استعمال المفهوم بشكل مناسب بكلا الطريقتين؛ لكن غالبا ما يحصل خلط عندما نمر من معنى إلى آخر.
(أ) إنه صحيح أن الطبقة بمعناها الحديث برزت في مجتمع القرن التاسع عشر الرأسمالي الصناعي. أي أن الطبقة في استعمالها الحديث لم تصر متاحة إلا للمنظومة العقلية للناس الذين عاشوا في ذلك الزمن. لا يمكّننا إذن المفهوم فقط من تنظيم وتحليل المعطيات؛ إنه أيضا، بمعنى جديد، حاضر في المعطيات نفسها. يمكننا أن نشاهد في بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا الصناعية، مؤسسات طبقية، أحزابا طبقية، ثقافات طبقية، إلخ. قامت المعطيات التاريخية بدورها، بإنشاء المفهوم الناضج للطبقة وإلى درجة معينة رشمته بخصوصيتها التاريخية.
(ب) يجب أخذ احتياطات من هذه الخصوصية التاريخية (غير المناسبة زمنيا) عندما نستعمل المصطلح في المعنى الثاني في تحليل مجتمعات سابقة للثورة الصناعية. لأن مطابقة الصنف للمعطيات التاريخية تصبح حينها غير مباشرة بشكل كبير. إن لم تكن الطبقة متوفرة داخل المنظومة العقلية للناس أنفسهم وإن رأوا أنفسهم وخاضوا معاركهم التاريخية بمسميات 'منازل' أو 'رتب' أو 'درجات' إلخ. فيجب إذن إذا وصفنا هذه الصراعات بمسمى الطبقة أن نمارس الحذر ضد أي نزعة للقراءة الرجعية لترميز لاحق للطبقة.
خيارنا مواصلة استعمال الصنف الاستكشافي للطبقة (رغم هذه الصعوبة الحاضرة باستمرار) ليس نابعا من كماله كمفهوم بل من واقع انعدام أي صنف بديل لتحليل سيرورة تاريخية جلية وكونية. لذلك لا يمكننا (في اللغة الإنڤليزية) أن نتحدث عن 'صراع-منازل' أو 'صراع-درجات' بينما تم استعمال 'صراع-طبقات' لا دون صعوبة لكن بنجاح ملحوظ من مؤرخي مجتمعات قديمة وإقطاعية ومجتمعات مطلع الحداثة؛ وفرض هؤلاء المؤرخون أنفسهم خلال استعمالهم ترويقاتهم وتعديلاتهم على المفهوم داخل الحقول التاريخية لكل منهم.
(6) يؤكد هذا على كل حال أن الطبقة في استعمالها الاستكشافي غير قابلة للفصل عن مفهوم 'الصراع-الطبقي'. أُعطيَ حسب رؤيتي كثير جدا من الاهتمام النظري (الكثير منه غير تاريخي) لـ 'الطبقة' والقليل جدا لـ 'الصراع الطبقي'. فعلا الصراع الطبقي هو المفهوم الأولوي وأيضا الأكثر كونية. لقول الأمور بشكل فج: لا توجد الطبقات ككائنات منفصلة، تنظر حولها وتجد طبقة عدوة ثم تبدأ في الصراع. على العكس، يجد الناس أنفسهم في مجتمع مهيكل بطرق محددة (بشكل حاسم، لكن غير حصري، في علاقات إنتاج) ويعيشون الاستغلال (أو الحاجة للحفاظ على سلطتهم على من يستغلون) ويحددون نقاط تضاد مصالح ويبدأون في الصراع حول هذه المسائل وفي سيرورة الصراع يكتشفون أنفسهم كطبقات ويُعْرَف هذا الاكتشاف بالوعي الطبقي. الطبقة والوعي الطبقي هما دائما المرحلة الأخيرة لا الأولى في السيرورة التاريخية الحقيقية.[7] لكن إذا استعملنا صنفا متوقفا للطبقة أو إذا استخلصنا مفهومنا من نموذج سابق لكلية بنيوية لن نفترض ذلك: سنفترض أن الطبقة موجودة فورا (مستخلصة كإسقاط هندسي من علاقات الإنتاج) وأنه بذلك فالطبقات تتصارع.[8] ننطلق بعد ذلك في الحماقات اللامتناهية من القيس الكمي للطبقات أو من الماركسية النيوتونية التي تقوم فيها الطبقات وشرائح الطبقات بتطوراتها الهبائية أو الكوكبية. كل هذه البلبلة البائسة حولنا (كان علم الاجتماع الوضعي أو البنيوية-الماركسية المثالية) هي نتيجة الخطأ المسبق: كون الطبقات توجد مستقلة عن العلاقة التاريخية والصراع وأنها تتصارع لأنها موجودة، بدل كونها تأتي للوجود من الصراع.
(7) أتمنى أنّ لا شيء مما كتبت أعلاه أفضى إلى فكرة كوني أفترض أن تشكّل الطبقة مستقل عن المحدِّدات الموضوعية، أن يمكن تعريف الطبقة ببساطة كتشكيلة ثقافية إلخ. أتمنى أن هذا دُحِض بممارساتي التاريخية وأيضا في ممارسة عديد المؤرخين الآخرين. تتطلب هذه المحدِّدات الموضوعية حتما الفحص الأكثر دقة.[9] لكن لا يمكن لأي فحص للمحدِّدات الموضوعية (وحتما لأي نموذج مُنَظَّرٍ منه) أن يعطي أي طبقة ووعي طبقي في معادلة بسيطة. تَحْدُثُ الطبقة بعيش الرجال والنساء لعلاقات إنتاجهم وبينما هم يعيشون وضعياتهم المحددة داخل مجمل العلاقات الاجتماعية بثقافتهم وانتظاراتهم الموروثة وبينما هم يتعاملون مع هذه التجارب بطرق ثقافية. بذلك لا يمكن لأي نموذج في النهاية أن يعطينا ما يجب أن يكون تشكُّل طبقي 'صحيح' في 'مرحلة' معينة من السيرورة. ليس أي تشكُّل طبقي في التاريخ أصحّ أو حقيقيا أكثر من أي آخر وتُعَرِّف الطبقة نفسها، في الواقع، وهي تَحْدُث.
الطبقة مثلما حدثت داخل مجتمعات القرن التاسع عشر الرأسمالية الصناعية ومثلما تركت طبعتها على صنف الطبقة الاستكشافي، ليس لها في الواقع أية أحقية في الكونية. الطبقة بذلك المعنى ليست أكثر من حالة خاصة من التشكيلات التاريخية التي تنبثق من الصراع الطبقي.
[1] Nicos Poulantzas, Les classes sociales dans le capitalisme aujourd'hui, 1974
[2] E. P. Thompson, Eighteenth Century English Society: Struggle Without Class?, Social History, Vol. 3, No. 2 (May, 1978), pp. 133-165
[3] The Making of the English Working Class (Pelican edn), 11
[4] لا أقصد طبعا أن أوحي بأن مثل هذا التحليل البنيوي المتوقف ليس قيما وأساسيا فعلا. لكن ما يعطينا إياه هو منطق تحديدي (بمعنى كلا 'وضع حدود' و'تسليط ضغوطات': أُنظر النقاش بالغ الأهمية حول الحتمية في رايموند ويليامس، الماركسية والأدب (Raymond Williams, Marxism and Literature) وليس الخلاصة التاريخية أو المعادلة – أن هذه العلاقة الإنتاجية = هذه التشكيلات الطبقية. أنظر أيضا الفقرة (7) أسفله والملحوظة 8 أسفله.
[5] يبدو لي أن هذا هو الاستعمال الموجود عموما في الممارسة التاريخية لرودني هيلتون وإ. ج. هوبسباوم وكريستوفار هيل وعديد الآخرين.
[6] أنظر:
E. J. Hobsbawm, 'Class consciousness in history', in Istvan Meszaros (ed.), Aspects of History and Class Consciousness (1971), 8
'تحت الرأسمالية، الطبقة هي الواقع التاريخي المُعاشُ دون وساطة وبمعنى ما مباشرة، في حين أنها يمكن أن تكون في العهود السابقة للرأسمالية مجرد بناء تحليلي يعطي معنًا لتركيبة من الوقائع غير قابلة للتفسير دون ذلك'.
[7] هوبسباوم نفس المرجع السابق: 'لأغراض المؤرخ... الطبقة ومسألة الوعي الطبقي لا يمكن فصلهما. لا تأتي الطبقة بمعناها الكامل للوجود إلا في اللحظة التاريخية التي تبدأ فيها الطبقات بكسب الوعي بذواتها كذلك'.
[8] يبني الإقتصاد السياسي الماركسي، في عملية تحليلية ضرورية، كلية تُطرح داخلها علاقات الإنتاج مسبقا على أنها طبقات. لكن عندما نعود من هذه البنية التجريدية إلى السيرورة التاريخية الكلية نجد أن الاستغلال (الاقتصادي، العسكري) يُعاش بطرق طبقية وفقط بعد ذلك تنشأ عليه تشكّلات طبقية. أنظر نصي:
Orrery of Errors' in Reasoning, One (Merlin Press, September 1978)
[9] حول محددات البنية الطبقية (وعلاقة الملكية أو 'استخراج الفائض' التي تفرض حدودا وإمكانيات و'مناويلا على الأمد الطويل' في مجتمعات أوروبا ما-قبل-الصناعية)، أنظر:
Robert Brenner, 'Agrarian class structure and economic development in pre-industrial Europe', Past and Present, LXX (February 1976), esp. 31-2